قام رئيس خدمات الشبكية في مستشفى العيون في جنوب الهند، بتحليل صورة تُظهر أول احمرار في العين لحالة مرتبطة بمرض السكري، الذي يمكن أن يؤدي إلى العمى.
وما يدعو للإثارة هو أن الحالة لم تُشخص من قبل الأطباء، بل عبر استخدام خوارزمية مطورة.
وخلال السنوات الخمس الماضية، فحص الطبيب راماسامي كيم وفريقه في مستشفى “Aravind eye”، في مادوراي، حوالي 15 ألف صورة من مختلف أنحاء البلاد، تُظهر السطح الداخلي لمقلة العين والمعروفة باسم “قاع العين”.
وبعد تصنيف كل صورة ووضع علامات على البقع غير الطبيعية والآفات وعلامات النزيف، ساهم الباحثون في إنشاء قاعدة بيانات لصور الشبكية من جميع أنحاء العالم، جُمعت بواسطة غوغل وقسم التكنولوجيا الصحية “Verily”.
وصُنفت البيانات في خوارزمية تضم مجموعة من التعليمات المضمنة في برنامج كمبيوتر، لتحديد مضاعفات العين الناجمة عن مرض السكري.
والآن، يحاول كيم معرفة ما إذا كان التشخيص الذي قام به البرنامج دقيقا أم لا، حيث أشار إلى العديد من النقاط الصفراء التي تبدو وكأنها نهايات دبابيس ضوئية تنبثق من البقعة الحمراء. ومع مرور الوقت، عندما يدمر السكري الأوعية الدموية الدقيقة للشبكية، يتسبب في تسرب الدم والكوليسترول. وفي كثير من الحالات، لا يدرك المريض أن هذا يحدث.
ولا توجد أعراض واضحة حتى يبدأ نسيج الشبكية بالانتفاخ، وتصبح الرؤية غائمة ويفشل البصر. وعند النقطة هذه، تصعب المعالجة ويصل المريض إلى نقطة اللاعودة.
واليوم، يقول كيم إنه من المثير للإعجاب تدريب الآلة على التعرف على المراحل الأولى من اعتلال الشبكية المرتبط بالسكري، وتصنيفه بالدقة نفسها التي يتمتع بها الطبيب البشري.
وبهذا الصدد، قال الدكتور رينو راجان، وهو جراح شبكية شارك في المشروع: “لقد كان من المثير للغاية مشاهدة الذكاء الصناعي وهو يحدد الأنماط غير الطبيعية بالطريقة هذه، ما يوفر على الطبيب الكثير من الوقت في التشخيص، وبالتالي مساعدة المريض في إدارة الحالة المرضية والرعاية اللاحقة”.
وفي السنوات الأخيرة، لاقت “البيانات الضخمة” والذكاء الصناعي انتقادات لاذعة حول قضايا الخصوصية والنزاهة والمساءلة والشفافية.
ولكن في مجال الرعاية الصحية، خاصة في البلدان النامية، يتوقع أن تقوم تقنية الذكاء الصناعي، التي تستخدم مجموعات بيانات التعلم الآلي بخطوات سريعة، كأداة فعالة لتشخيص المرض وإنقاذ الأرواح.
ومنذ عام 2016، شارك مستشفى “Aravind” في مشروع تجريبي لاختبار الخوارزمية، وأوضح كيم بالقول: “إذا كان هناك فرق كبير بين النتائج الصادرة عن برمجيات الذكاء الصناعي والتشخيص اليدوي، من قبل طبيب العيون، فإن أحد كبار أخصائي شبكية العيون سيتخذ القرار النهائي بشأن التصنيف”.
ويأمل كيم أن يتم تطوير المزيد من الآلات المزودة بالذكاء الصناعي في المستقبل، والتي تتميز بقدرتها على التقاط صور للعين الداخلية مع تقديم تشخيص رقمي.
المصدر: الغارديان
التعليقات