يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات البحار الناجم عن الاحترار العالمي إلى غرق المناطق الساحلية والبرية حول العالم، وتكشف محاكاة جديدة عن مدى الدمار المحتمل بالنسبة لكل منطقة.
ويتيح تطبيق “FireTree Flood” إمكانية معرفة نسبة الخطر المحدق بمنطقتك، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.
ويتفق العلماء عموما على أن المستويات الحالية للاحترار العالمي، تعني أن أجزاء كبيرة من الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي، معرضة لخطر الذوبان. ما يمكن أن يضيف كميات كبيرة من المياه إلى المحيط، وبالتالي تعرض المناطق الواقعة تحت مستوى سطح البحر لخطر الفيضانات.
ووجد التقييم الوطني للمناخ لعام 2017، أنه من الممكن ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل 2.4 متر، بحلول عام 2100.
وتشير دراسة أجريت عام 2015، نُشرت في مجلة “Science Advances”، إلى أنه في حال ذوبان الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي بالكامل، يمكن أن ترتفع مستويات البحر بمقدار 58 مترا. وبالطبع، يكاد أن يكون هذا مستحيلا في حياتنا.
ويستخدم تطبيق “FireTree Flood” أدوات رسم خرائط غوغل وبيانات ناسا، لتحديد كيفية تأثير تغير مستوى سطح البحر على مناطق مختلفة من الأرض.
وعندما يتعلق الأمر ببريطانيا، فإن “إيست أنغليا” تتأثر بشدة على المدى القصير، كونها منطقة منخفضة وواقعة بالقرب من الساحل. وحتى مع ارتفاع متر واحد، وهو أقل الخيارات المتاحة على أداة المحاكاة، يبدو أن مناطق نورفولك تغرق بالمياه.
ومع الوصول إلى أعلى قيمة (حوالي 60 مترا)، تغرق كل نورفولك تحت الماء، فضلا عن مناطق واسعة من الشمال الشرقي.
وعند مستوى 60 مترا، تتعرض مانهاتن والغالبية العظمى من ولاية نيويورك الأمريكية، لخطر الغرق تحت الماء. وفي الواقع، يختفي تقريبا كل الساحل الشرقي لأمريكا تحت المحيط، في حين تظل أمريكا الوسطى جافة نسبيا.
وتتعرض أجزاء كبيرة من جنوب شرق آسيا والصين وأوروبا وغرب إفريقيا، لتأثير كبير.
وبالطبع، لا تعد الخريطة (flood.firetree.net) هذه مثالية، حيث يقول مصمم الأداة: “أنا لم أتحدث عن الدفاعات الساحلية. ومن الواضح أنه من الممكن بناء دفاعات تحمي الأراضي المأهولة الواقعة تحت مستوى سطح البحر. ولا يوجد أي وسيلة لمعرفة ما إذا كانت الدفاعات الحالية (في هولندا مثلا)، قادرة على تحمل متر واحد إضافي من مستوى البحر. أتصور أن التأثير يعتمد على مدى سرعة ارتفاع مستوى المحيطات، ومقدار المال المتاح لبناء دفاعات جديدة”.
ويُلاحظ أيضا أن التطبيق يُظهر (أحيانا) نتائج غير دقيقة للمناطق المنخفضة، التي تقع تحت مستوى سطح البحر.
ويوضح مبتكر هذه الأداة، قائلا: “تظهر هذه المناطق على أنها مغمورة بالماء على الخريطة، ولكن من الواضح أنها ليست في خطر. وتعد المنطقة الواقعة شمال بحر قزوين المثال الأبرز على ذلك”.
وفي العام الماضي، أشارت دراسة نُشرت في مجلة “PNAS”، إلى احتمال استمرار ارتفاع مستوى سطح البحر “أعلى من المتوسط” في مناطق عالمية، في ظل ارتفاع درجة حرارة المناخ.
وقال جون فاسولو، من المركز القومي لأبحاث الغلاف الجوي، إن النتائج الجديدة مهمة للغاية بالنسبة للمجتمعات الساحلية.
وبشكل منفصل، أصدر العلماء تحذيرا من خطر حدوث “تسونامي مدمر”، بسبب تغير المناخ، حيث قاموا بتصميم نموذج لأثر التسونامي على أساس ارتفاع مستوى سطح البحر، واكتشفوا نتائج مثيرة للقلق.
ووجدت الدراسة أن ارتفاع مستويات البحار يسمح لأمواج التسونامي بالوصول إلى مناطق أبعد بكثير داخليا، ما يؤدي إلى زيادة مخاطر الفيضانات الكارثية.
وتحذر ناسا من اختفاء أجزاء من أوروبا، في ظل ذوبان القطب الجنوبي بمعدل 6 مرات أسرع مما كان عليه قبل 40 عاما.
المصدر: ذي صن
التعليقات