دشَّن النادي الأدبي بجدة مساء اليوم الثلاثاء ملتقى قراءة النص الـ(16) بقاعة الشربتلي بمقر النادي، بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، تحت عنوان “تحولات الخطاب الأدبي السعودي في الألفية الثالثة”.

وشهد حفل الافتتاح الذي حضره الدكتور عبدالعزيز خوجة، والشخصية المكرمة الناقد عبدالله بن محمد الغذامي، والدكتور عبدالله دحلان، وعدد مميز من كبار المثقفين والأدباء، كلمة لرئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة عبدالله بن عويقل السلمي، رحب خلالها بالحضور، وقال: “نحتفل ونحتفي ونكرم. فأما احتفالنا فبافتتاح هذا الملتقى الذي يبلغ الليلة عامه السادس عشر، وهو يزدان بكم مشاركين ومتفاعلين مع عنوانه ومحاوره”.

وأضاف: “ملتقى يأخذ فكرته وتميزه منذ بدأ دورته الأولى من التركيز على مجال قراءة النص قراءة نقدية عميقة، يحاول كل دورة من دوراته أن يتحرك في حقل معرفي مهم، يستكشف الإبداع فيه، ويجوس خلال تضاريسه برؤية ناقدة وبصيرة تُسائل الأسس والمنطلقات والواقع والمآلات”.

وبيّن “السلمي” أن النادي وهو يحتفل بهذه الدورة للملتقى يدرك أن جهود النقاد تترا، وأن الحركة الإبداعية والخطاب الأدبي لن يتوقفا ما دامت مساحات النص (بكل أبعاده) مزدانة بالإبداع، وما دامت وشائج التواصل بين المبدع – ولاسيما الشاب – والنقاد قائمة.

وأشار إلى أنه تم هذا العام اختيار موضوع، هو الأكثر حضورًا، والأجدر دراسة ونقدًا وقراءة ودعمًا، هو عنوان الملتقى للنظر إليه في ظل متغيرات حضارية واجتماعية وفكرية، وبعد أن وضعت حروب التجاذبات الفكرية أوزارها.

وتابع: “ندرك الآن أن حضور الحوار العلمي المنضبط والرصين بين نحن (بعقل ما قبل 2000 للميلاد)، ونحن (بعقول شباب الألفية الجديدة)، أصبح كفيلاً بصياغة منتج يخدم ثقافتنا، ويثبت أطناب هويتنا، ويرفع منزلة مبدعنا، ويبني جسورًا مع آخر كنا نراه ونسمعه، ونُحرم ملامسته، أو نرتعد منه”.

وقال: “(ملتقى النص) سيظل مَعلمًا بارزًا في تضاريس مشهدنا الثقافي، يستمد قوته وحضوره ووهجه من حضوركم وتفاعلكم وتجاوبكم وحواراتكم وأبحاثكم.. فالشكر لكم على الاستجابة، والشكر لأصحاب الفضل في اختيار عنوانه ومحاوره، وأعني أعضاء اللجنة العلمية”.

كما شكر مدير جمعية الثقاف والفنون محمد آل صبيح، وجامعة الأعمال والتكنولوجيا ممثلة في رئيس مجلس أمنائها عبدالله دحلان، بوصفها الداعم الأول للملتقى.

وعن الشخصية المكرمة يقول السلمي: “لقد نقش الغذامي في أذهاننا حقيقة حضوره، فارتأينا أن نستمع في مستهل ملتقانا إلى شهادات من جايلوه أو نهلوا من معين معارفه عن قرب من الأساتذة والتلاميذ، إنه ممن قاد مرحلة تيقظ حركة النقد التطلعية والطليعية في بلادنا من رقادها، وتضخ جفنها الوسنان بأنداء طروحاته ونظرياته؛ فانتعشت في غصون الأدب الذابلة أوراق الإبداع الغضة”.

وفي ختام كلمته قدم “السلمي” الشكر والتقدير لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، ولمحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، ولوزير الثقافة الأمير بدر الفرحان، وللمشرف العام على الشؤون الثقافية، ولكل العاملين في النادي.

من جانبه، ألقى رئيس مجلس جامعة الأعمال والتكنولوجيا، الدكتور عبدالله بن صادق دحلان، كلمةً رحب فيها بالحضور في هذا الملتقى السنوي في رحاب نادي جدة الأدبي، وقال: “نؤمن إيمانًا كاملاً بأن الجامعة إذا لم تلتصق بالمجتمع، وخصوصًا الأندية الأدبية، فإنها لن تقدم خدمة، ولا يوجد مجتمع بلا شعراء أو نقد أو أدب”.

وأضاف: “أنا فخور بالنادي الأدبي وما يقدمه بوجود الدكتور عبدالله السلمي وزملائه، واستمرارهم في إقامة هذا الملتقى بدعم من الأدباء والزملاء. وليس لنا فضل في هذا الدعم. وأتمنى أن تحذو حذونا جميع الجامعات”.

من جانبه، ألقى الدكتور مرزوق بن تنباك كلمة المشاركين والمشاركات، قال فيها: “إنها ليلة جميلة بجمالكم، وجميل هذا الاستقبال والحفاوة، وجميلة هذه الليلة بحضور هذه النخبة من المثقفين والأدباء. وباسم المشاركين في الملتقى أشكر نادي جدة الأدبي وكل الزملاء القائمين على هذا الملتقى. أما تكريم الناقد عبدالله الغذامي فهو يستحق التقدير من الوطن أجمع”.

عقب ذلك شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًّا عن مسيرة ملتقى النص في دوراته الـ15 الماضية. تلا ذلك ندوة، قُدمت فيها شهادات حول شخصية الناقد الكبير عبدالله بن محمد الغذامي، أدارها الدكتور أحمد آل مريع، وشارك فيها كل من الدكتور علي بن تميم، والدكتور محمد الهذلق، والدكتور محمد الصفراني، والدكتورة فوزية أبو خالد، وألقتها عنها الدكتورة فاطمة إلياس، والدكتور إبراهيم التركي. ليختتم حفل التدشين بتكريم اللجنة العلمية للملتقى.

كما منح النادي عضويته الشرفية للدكتور عبدالله الغذامي، إضافة لتكريم الدكتور عبدالله دحلان.