أثارت “ملكة البوب” الأمريكية، مادونا، عاصفة من الجدل باعتمارها النقاب في أشهر مطار الأربعاء الماضي، واستدعت التساؤل عمّا إذا كانت قد تعمدت السخرية من المسلمين خلال رمضان؟
ورصد المصورون مادونا يوم الأربعاء الماضي، داخل مطار جون كينيدي في مدينة نيويورك الأمريكية، وهي ترتدي النقاب على الطريقة الإسلامية.
وشارك مقدم البرامج التلفزيونية والصحفي البريطاني بيرس مورغان بنشر صورة مادونا وهي مرتدية للنقاب، على حسابه الرسمي على “تويتر”، واتهمها بالسخرية من النساء المسلمات من خلال ارتدائها للبرقع، وأنها فعلت هذا من أجل جذب جمهورها لشراء تذاكر جولتها الغنائية الجديدة، واعتبره أمرا حقيرا.
واعتبر أنه مؤشر مؤسف على مدى يأسها الذي أصبحت فيه منذ بلوغها الستين.
وفيما أشارت تقارير إلى أن مادونا (60 عاما) ارتدت النقاب بغرض “التخفي” من مطاردة المعجبين لها، أصر بيرس مورغان في مقاله المنشور في صحيفة البريطانية، على أن ملكة البوب لا تتورع عن “مهاجمة الدين بشكل صارخ من أجل الدعاية لنفسها”.
وكتب بيرس في المقال: “مادونا كانت تعلم بالضبط ما الذي تفعله، لأنه نفس الأمر الذي كانت تفعله منذ 40 عاما، وهو جذب الانتباه إليها بشكل وقح”.
وتابع: “توقفت عن الضحك هذه المرة من فعلتها، وأدركت أن حيلتها لجذب الاهتمام لم تكن مضحكة على الإطلاق، لقد شعرت بإهانة كبيرة”.
وذكر مورغان في مقاله أن”مادونا كانت يائسة للبقاء على تواصل مع معجبيها، بل ومهووسة بالحاجة إلى إحداث “صدمة لا معنى لها من أجل تحقيق غرضها”.
وقال إن جزءا من الدافع وراءه حاجة ماسة إلى صدمة بلا معنى، ففي جولتها الأخيرة، تظاهرت مادونا بإطلاق النار على أشخاص يحملون بنادق وهمية على خشبة المسرح في كولورادو حيث شهدت أمريكا أسوأ عمليات إطلاق النار الجماعية، وكشفت عن عمد ثدييها في حفل موسيقي في تركيا المحافظة دينيا، ورسمت الصليب المعقوف النازي في باريس.
وقارن مورغان: مادونا ربما تكون بجمال نظيرتها، نجمة الإغراء الأمريكية، شارون ستون (61 عاما) ولكن ليس باتزانها، وأشاد بالأخيرة في المقابل، واعتبرها “نموذجا رائعا لجميع النساء”.
وأجمع العديد من قراء مقال بيرس مورغان، على أن ما تفعله مادونا لإثارة الجدل حاليا هو مجرد كفاح منها لمقاومة الشيخوخة وتقدمها في العمر.
واعتادت مادونا طوال مشوارها الفني الذي يتعدى الـ 30 عاما، على إثارة الجدل من حولها، بارتداء أزياء فاضحة وأخرى محرجة، سواء خلال أغانيها المصورة أو على المسارح والحفلات، وإصدارها كتابا كاملا عن الجنس في تسعينيات القرن الماضي.
وبالطبع، فإن مهاجمة الدين للدعاية ليست بالأمر الجديد بالنسبة لمادونا.
وقال الكاتب: “لسنوات عديدة، سخرت بلا رحمة من ديني الخاص، ومن المفترض أنها تدين به أيضا، أي الكاثوليكية، بما في ذلك تنظيم عملية صلب وهمية رهيبة عندما غنت في إيطاليا بالقرب من الفاتيكان، وهو أمر أثار بيانا نادرا من الغضب من كاردينال نيابة عن البابا بنديكتوس السادس عشر، طالبها بالخروج من الكنيسة الكاثوليكية.
لكن هذا يبدو وقتاً قاسياً وغير مناسب بشكل خاص لتحويل أبراجها الساخرة إلى الإسلام.
فمنذ الحادي عشر من سبتمبر 2001، كان هناك اهتمام وضغط هائلين إضافيين على جميع المسلمين الأمريكيين، وشك غير مؤات لأي شخص يبدو مسلماً.
وتفاقم هذا التوتر بسبب الحروب في العراق وأفغانستان وسوريا، وصعود “داعش”، الأسوأ بين الإرهابيين.
وختم الكاتب قائلا: “بطبيعة الحال، فإن دعوة دونالد ترامب المشؤومة والمشينة كمرشح رئاسي لفرض حظر قصير الأجل على دخول جميع المسلمين إلى الولايات المتحدة جعلت الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون بالفعل في البلاد”.
المصدر:Daily Mail
التعليقات